نسعى إلى ضمان وصول المجموعات النسوية الموجودة أو الحديثة النشأة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى تمويل أفضل وأكبر لمواصلة عملها وتطويره وتوضيح أولوياتها الخاصة وإنتاج معرفة محلّية.
تحتلّ الحركات النسوية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مكانةً رائدة وشجاعة في النضال من أجل الارتقاء بحقوق النساء ومجموعات الميم وضمان قدرة هذه الجماعات على العيش بأمان وعافية وسعادة. فهي تسخّر قواها لتأسيس وقائع نسوية عادلة ولإيصال أصواتها المستقلّة على الرغم من كَونها عرضةً لحملات هجومية اجتماعية وسياسية. على الرغم من ذلك، وكَوننا صندوقاً تأسّس من قِبل ومن أجل النسويات في المنطقة، نحن نُدرك أن الحركات النسوية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا - لا سيّما الحديثة النشأة منها - تعاني من صعوبات كبيرة في ما يتعلّق بتوفير التمويل لعملها الهام. تكون هذه الحركات ملمّة تماماً بسياقها ولديها روابط وثيقة مع النساء والمجموعات المنتمية إلى مجتمعات الميم، لكنهاغالباً ما تُخفق ضحيةً لعوائق التمويل الدولي وتضطرّ إلى إيقاف نشاطها بسبب غياب الموارد.
تظهر حركات نسوية جديدة ذات أفكار ابتكارية كل يوم في المنطقة، وهي تطرح أسئلة جديدة وتعتمد وسائل جديدة وتتحدّى نماذج النشاط النسوي القديمة في المنطقة من أجل تطوير حقوق النساء والمجموعات المنتمية إلى مجتمع الميم. غالباً ما تتحلّى هذه الجماعات بالجرأة وتولّد ديناميكيات تقدّم باستمرار حلولاً ومفاهيم جديدة من أجل إحداث التغيير وتحفيزه لصالح النساء والمجموعات المنتمية إلى مجتمعات الميم في مجتمعاتها. لكنها للأسف تعاني من شحّة التمويل بسبب تحدّيات عدّة بما فيها الفجوات اللغوية، سوء سبل الاتصال بشبكة الإنترنت، عدم الإلمام الكافي بالإفاضات المُستخدمة في صياغة العروض، غياب الحسابات المصرفية، متطلّبات تقديم التقارير، روابط شخصية قليلة جداً أو معدومة مع الجهات المانحة، ومحدوديّة توفّر الأموال التي تدعم إنشاء الحركات بدلاً من الأنشطة.
تحاول الحركات النسوية القائمة في المنطقة مواصلة عملها وتوسيع نطاق نشاطها على الرغم من السياق المحدود والصعب التي تعمل في إطاره، إضافةً إلى غياب التمويل اللازم لدعم عملها. كذلك، غالباً ما يتمّ إنتاج المعرفة "حول" الحركة النسوية في المنطقة مع النظر إلى الناشطات كوكلاء للمعلومات/المعرفة المحلّية، ونادراً كنسويّات محلّيات وباحثات ملتزمات يعملنَ من أجل إحداث تغيير في بلدانهنّ وقادرات على التعريف بعملهنّ أو اقتراح سردٍ خاص عن تجاربهنّ.
نعمل من أجل وصول هذه المجموعات إلى تمويل أفضل وأكبر لمواصلة عملها وتطويره وتوضيح أولوياتها الخاصة وإنتاج معرفة محلّية من خلال ثلاثة برامج لتقديم المِنح:
في إطار مقاربتنا الشمولية لدعم الحركة النسوية في المنطقة وضمان وصولها إلى الأدوات اللازمة لتطوير عملها واستدامته، قمنا بتصميم برنامج دعم ومصاحبة لتزويد شركائنا المستفيدين بفُرصٍ تتيح لهم بناء الشبكات وتطوير مهاراتهم وقدرتهم على إدارة الأموال وإقامة التحالفات وتبادل المعرفة مع الحركات النسوية الشقيقة في المنطقة.
